"شهداؤنا في غزة ولبنان يسقون وحدة الأمة وترابطها بدمائهم التي أراقوها"

أكد العلماء المشاركين في فعاليات ملتقى العلماء التاسع الذي نظمه "اتحاد العلماء"، كما أكدوا أن قضية فلسطين وغزة ليست مجرد اجتماعات، مشيرين إلى الروح الحية التي أحدثتها الدماء النازفة في الأمة.

Ekleme: 09.10.2024 17:41:08 / Güncelleme: 09.10.2024 17:41:08 / Arapça
Destek için 

عقد اتحاد العلماء والمدارس (اتحاد العلماء)، نهاية الأسبوع الماضي، في ديار بكر ملتقى العلماء التاسع، والذي ينظمه سنويًا بمشاركة علماء وأكاديميين وسياسيين وممثلي منظمات المجتمع المدني وقادة الرأي من أنحاء العالم الإسلامي.

وفي حديثه عن الدور الكبير الذي يضطلع به اتحاد العلماء من خلال تنظيم هذا الملتقى، قال الشيخ "صحاب كركوتاتا" أحد المشاركين: "هذا الهيكل الذي يمتلك القدرة على توحيد العالم الإسلامي يتميز بإدراكه لحقيقة الطريق، عند تأسيسه لم يكن من المتوقع أن يصبح بهذا الحجم، ولكن عندما يكون العلماء في مقدمة العمل ويتواصلون بالعلم، فإن العمل يصبح ذا قيمة، لهذا السبب، نهنئ اتحاد العلماء".

وشدد كوركوتاتا على أن قضية فلسطين وغزة لا تتعلق فقط بالاجتماعات، وقال: "بجهود اتحاد العلماء، تم إنجاز عمل مهم حتى الآن لتقديم المساعدات المادية والمسيرات والدعم النفسي لإخواننا الفلسطينيين. ولذلك، فإن هذه المبادرة هي عمل ناجح وكبير للغاية، ولا ينبغي الاستهانة به أبدًا، وهذا ما تم إنجازه، وهذا الاجتماع سيعطي الأمل لإخواننا في غزة ويذل إسرائيل".

"يجب على المسلمين ألا ينجروا إلى الفتنة"

وأشار كوركوتاتا إلى أن بعض الجماعات المرتبطة ببريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية قد حاولت مؤخرًا زعزعة استقرار المسلمين عقليًا، قائلاً: "لقد حاولوا زرع بذور العنصرية والطائفية بيننا. لكن نظرة اتحاد العلماء واضحة، فطرة المؤمن تتطلب الوقوف إلى جانب المظلوم، لهذا السبب، يجب على المسلمين ألا ينجروا إلى الفتنة، وإلا فإن إسرائيل وبريطانيا والولايات المتحدة ستفوز بينما يخسر المسلمون.

وفيما يتعلق بالتيارات المتزايدة من التعصب والعنصرية وتأثيرها على الإسلام والمسلمين، قال كوركوتاتا: "من الضروري التخلي عن التعصب والعنصرية لأن ذلك يؤدي إلى تفرقة الأمة وتفككها. اليوم، يضحي لبنان بنفسه من أجل حماس. لذلك، يجب علينا أن نفكر بنفس الوعي لتحقيق النجاح".

"يجب أن يكون لدى العلماء المسؤولين جهدٌ في هذا الصدد".

وأوضح "محمد أمين دمير" أن على رجال الدين والعلماء والأشخاص المكلفين بتنوير المجتمع دينيًا مسؤولية كبيرة، مشيرًا إلى أن ملتقى العلماء من مختلف أنحاء العالم في هذا البرنامج له أهمية كبيرة في وقت تتكاتف فيه القوى المستكبرة خلف الصهاينة وتشن هجمات بكل قوتها ضد المسلمين.

وأضاف دمير: "نأمل أن يكون برنامج ملتقى اتحاد العلماء مهمًا للغاية ويكون بمثابة يقظة وأمل للمسلمين حول العالم، نرى أن مشاركة العلماء بآرائهم والتشاور في هذا البرنامج أمر مفيد جدًا، نأمل أن يسهم هذا البرنامج في زيادة وعي المسلمين حول العالم بمواجهة أعدائهم، نشكر اتحاد العلماء، وعلى رأسهم الرئيس الملا "أنور كيليتش أصلان"، وكل من ساهم في تنظيم هذا البرنامج، وندعو الله أن تكون هذه الجهود سببًا في تحرير غزة ووحدة المسلمين وتضامنهم، وأن تكون جهادًا في سبيل الله".

"نعتقد أن مثل هذه البرامج ستساهم في تعزيز وحدتنا وتضامننا"

ملخصًا سبب مشاركته في برنامج لقاء العلماء بعبارة "الحساسية تجاه غزة"، قال أحمد غيتشيم:

"نعتبر هذه الأنواع من الفعاليات مهمة جدًا من أجل وحدة الأمة وتناول قضاياها، عندما ننظر إلى الوضع في غزة، نرى بوضوح مدى عجز الأمة وتشتتها، ونرى أن المقاومة مستمرة بشكل ما من خلال غزة وحزب الله في لبنان، حيث يكافح إخواننا هناك ضد النظام الشيطاني العالمي، على الرغم من أن وسائل الإعلام الصهيونية تبذل جهدًا هائلًا لإخفاء ذلك، فإننا كأفراد ذوي ضمير في هذه الأمة نعي ما يجري، ومن خلال هذه المناسبة، نؤمن أن هذه البرامج ستضيف لنا قيمة، وستزيد من وعيينا، وستساهم في تعزيز وحدتنا وتضامننا".

وأضاف غيتشيم: "العلماء الذين يشاركون في هذا البرنامج من دول مختلفة ينيرون طريقنا. لذلك، نعتقد أن هذا البرنامج مهم جدًا بالنسبة لنا، وأنه يجب أن يُنظم بشكل دائم وبشكل واسع في دول ومناطق أخرى. فقط عندما نشعر بمعاناة الأمة يمكننا إيجاد الحلول. وبالتالي، فإن الاجتماع الذي يُعقد في هذا المجمع المعروف باسم فاتح القدس صلاح الدين الأيوبي، يحمل أهمية كبيرة بالنسبة لنا".

"غزة ستكون سببا في زيادة إرادتنا وفهمنا ووعينا"

وأكمل غيتشيم حديثه قائلًا: "عندما ننظر إلى وضع غزة، نشعر بالحزن والقلق من هذه القضية، مستمدين حساسيتنا من إيماننا؛ لكننا لم نفقد أملنا أبدًا، فنحن لسنا يائسين، مهما كانت قوة النظام الشيطاني العالمي، ومهما حاول إظهار نفسه كعملاق، فإننا نعلم أنه عندما تتحد الأمة، وعندما تتجمع في وحدة، ولا تسمح للفتن الناتجة عن العنصرية والطائفية أن تؤثر عليها، فإنه ستتحقق نتائج مهمة بشأن غزة، ستكون غزة سببًا يعزز إرادتنا وفهمنا ووعينا، شهداؤنا هناك، بدمائهم التي أراقوها، يسقون وحدة الأمة وتضامنها، بغض النظر عما يقوله الآخرون، سنستمر في دعم إخواننا في لبنان وغزة وفي جميع المناطق المظلومة من الأمة دون الانجراف نحو العنصرية والطائفية، نحن أمة تسعى للاتحاد تحت راية النبي صلى الله عليه وسلم؛ لذلك، سنظهر حساسيتنا في كل المجالات".

وذكر محمد صايغين أن من واجب المسلمين إبقاء قضية فلسطين حية وراسخة في عقول الأجيال، مشيرًا إلى أن هذا يعد جهادًا، وأن هذا الجهاد ممكن من خلال المال، والأجسام، والإعلام، والدعاية، وأكد على ضرورة أن يشارك الجميع في هذه القضية بقدر استطاعتهم، وأن يتعاملوا معها كقضية تهمهم وكمسؤولية شخصية.

"إن واجب العلماء هو بيان الحقيقة وبيان البعد العقائدي للمسألة للمسلمين"

وأضاف محمد صايغين: "إن شعب فلسطين قد بدأ حرب حرية مع عملية طوفان الأقصى للتخلص من الظلم والقمع والمذابح التي استمرت لسنوات، فكما ورد في القرآن الكريم: {كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله}. حيث استندوا على هذه الآية وبدؤوا حربًا كبيرة لا تزال مستمرة. لقد قُتل الآلاف من الأطفال وكبار السن. ودمر الاحتلال كل ما يدل على الحياة وارتكب مجازرة كبيرة".

وأشار صايغين إلى صمت قادة الدول تجاه الإبادة الجماعية الحاصلة، قائلاً: "حكومات الإسلام ظلت صامتة ولم تظهر ردة فعلها تجاه ما يحدث، لكن الشعب تبنى قضية فلسطين، على الرغم من أن أجسادهم هنا، إلا أن قلوبهم تنبض هناك، وهذا البرنامج دليل على ذلك. لقد أنجز اتحاد العلماء عملًا عظيمًا من خلال دعوة علماء من كل أنحاء العالم. وواجب العلماء في هذه البرامج هو التعبير عن الحق وشرح الأبعاد العقدية للمسلمين".

وختم صايغين بقوله: "إن عدم انتقال النبي صلى الله عليه وسلم إلى المعراج مباشرة، بل إلى المسجد الأقصى حيث اجتمع مع جميع الأنبياء وأدى الصلاة معهم، يبرز أهمية المسجد الأقصى وقيمته عند الله، المسجد الأقصى يجمع جميع الأنبياء، كما يجمع المسلمين، إذا كنا نريد أن نتقرب إلى الله، فعلينا أن نتعلق بالمسجد الأقصى بكل كياننا. كعلماء، يجب أن نشرح الأبعاد العقدية للمسجد الأقصى ونحتفظ بها حية في أذهان المسلمين، لنؤدي واجبنا". (İLKHA)